بلجيكا 24 – اعتقلت السلطات البلجيكية مواطن هولندي واتهم الشاب البالغ من العمر 35 عامًا بإدارة مجموعات “مكشوفة” على تطبيق Telegram حيث يتم استخدام صور عارية لنساء بلجيكيات لتحقيق مكاسب مالية.
وتعتبر هذه المجموعات، التي تضم عددا كبيرا من الأعضاء، نقطة انطلاق لتوزيع صور غير قانونية للأشخاص دون موافقتهم، مما يثير مخاوف واسعة النطاق بشأن خصوصية الأشخاص وأمنهم الشخصي.
ما هي المجموعات “المكشوفة”؟
ومجموعات تيليجرام “المكشوفة” هي منصات تستخدم لتبادل الصور العارية للنساء والفتيات دون إذنهن، وفي كثير من الحالات تتضمن هذه الصور صورا لأشخاص قاصرين. وتضم إحدى هذه المجموعات ما يقرب من 100 ألف عضو، مما يعكس الحجم الهائل للتوزيع غير القانوني للصور الشخصية.
بداية التحقيقات الصحفية
في عام 2022 أطلق استوديو VRT بروكسل حملة للتحقيق في ظاهرة الكراهية عبر الإنترنت، حيث اكتشف صحفيو المحطة ممارسات تتم عبر مجموعات “مكشوفة” على تطبيق تيليجرام.
وتم الكشف عن كيفية مساهمة هذه المجموعات في التوزيع الشامل للصور العارية، بما في ذلك صور النساء البلجيكيات. وهدف التحقيق إلى تسليط الضوء على ممارسات الاستغلال الرقمي وسبل مكافحتها.
عملية التحقيق والاحتجاز
وبعد التحقيق الصحفي، أطلقت النيابة العامة في أنتويرب تحقيقا رسميا، أدت نتائجه إلى إغلاق عدة مجموعات في عام 2023. وفي 10 ديسمبر من العام نفسه، نفذت عدة مداهمات في هولندا، أدت إلى اعتقال المشتبه به، الذي تبين أنه هولندي من أصل تركي. ويشتبه في أن الرجل يستخدم هذه المجموعات لجمع الأموال من الأعضاء الجدد مقابل الوصول إلى المحتوى، حيث طلب دفع 50 يورو لدخول المجموعة.
اتهامات للمعتقلين
ووجهت السلطات البلجيكية للمشتبه به اتهامات خطيرة، من بينها التحريض على توزيع صور عارية دون إذن أصحابها، فضلا عن توزيع مواد تحتوي على إساءة معاملة الأطفال. ورغم استجواب المشتبه به، إلا أنه لم يتم تسليمه بعد إلى السلطات البلجيكية، مما يثير تساؤلات حول الإجراءات القانونية المقبلة.
الكراهية عبر الإنترنت وتأثيرها على الضحايا
ولا تقتصر هذه المجموعات على نشر الصور فحسب، بل تشمل أيضًا حملات كراهية ضد الفتيات والشابات المشاركات. وقال كريستوف آرتس من مكتب المدعي العام في أنتويرب لـ VRT News: “في بعض الحالات، تعرض الضحايا لتهديدات جسدية عبر الإنترنت، مما يجعل الأمر أكثر خطورة”. وعلى الرغم من الصعوبات التي تواجهها السلطات في إغلاق هذه المجموعات، فقد أظهرت التحقيقات أنه لا يزال من الممكن محاربة هذه الظاهرة.
تحديات في التليجرام
وتعتبر سياسة الخصوصية التي يتبعها تطبيق تيليجرام من العوامل التي تساهم في انتشار هذه الظاهرة، إذ يسمح لمستخدميه بإنشاء مجموعات مغلقة يصعب على السلطات مراقبتها. ومع ذلك، يؤكد كريستوف آرتس على أهمية الاستمرار في تقديم التقارير عن هذه الأنشطة. وقال: “غالباً ما يكون لدى الناس انطباع بأنه لا يوجد شيء يمكنهم القيام به، لكن تحقيقاتنا أظهرت أنه بإمكاننا اتخاذ إجراء”.
العواقب المستقبلية
ولا يزال التحقيق مستمراً في هذه القضية، التي تسلط الضوء على ظاهرة جديدة تتمثل في الكراهية الرقمية والاتجار غير المشروع بالصور البشرية. ومع تزايد قلق المجتمع بشأن انتشار هذه الظواهر، تظل ملاحقة مجرمي الإنترنت أولوية في مكافحة الاستغلال الرقمي وحماية الحقوق الشخصية في العصر الرقمي.
اترك تعليقاً