بلجيكا 24- عاد الجدل حول الفجوة المالية بين العاطلين عن العمل والعاملين إلى الظهور من جديد في سياق القلق المتزايد بشأن الأعباء المالية التي يواجهها الناس في بلجيكا.
وتتزايد التساؤلات حول ما إذا كان العاطلون عن العمل يستطيعون الحصول على دخل يساوي دخل العامل أو حتى أعلى منه، خاصة في ضوء إعانات البطالة والدعم الحكومي.
في بلجيكا، يتمتع الأشخاص غير النشطين، مثل العاطلين عن العمل، بإمكانية الوصول إلى المزايا التي تقدمها الحكومة، والتي تشمل إعانة البطالة أو التكامل الاجتماعي.
هناك أيضًا العديد من الفوائد التي يمكن إضافتها، مثل الزيادات في المخصصات العائلية وتعريفات الطاقة الاجتماعية وانخفاض تكاليف الرعاية بفضل حالة BIM (الفقيرة).
وتساهم هذه الإعانات والمزايا في زيادة دخل الشخص غير الناشط، الأمر الذي يثير الجدل حول التوزيع العادل للموارد.
هل يمكن للعاطل عن العمل أن يحصل على دخل أعلى من الشخص العامل؟
إن فكرة أن الشخص العاطل عن العمل يمكن أن يحصل على دخل يساوي أو حتى أفضل من العامل قد تبدو صادمة.
لكن الأمر ليس مستحيلاً في بعض الحالات الخاصة.
ويشدد جورج لويس باوتشر على ضرورة ضمان فارق لا يقل عن 500 يورو شهريا بين العامل وغير العامل. لكنه يشير في الوقت نفسه إلى أن هذا لا يحدث دائمًا.
ويوضح الخبير الاقتصادي فيليب ديفيت من معهد التنمية المستدامة لـRTL أن هذه الظاهرة تعتمد على النظام البلجيكي الفريد الذي يجمع بين المساعدات المباشرة وغير المباشرة.
ولكن في حالات معينة، مثل الأم العازبة التي تعتمد على CPAS (المركز المشترك للمساعدة الاجتماعية)، يمكنها الحصول على دعم مالي يتجاوز دخل العامل.
على سبيل المثال، يمكن للأم العازبة أن تحصل على 1700 يورو شهريًا بالإضافة إلى زيادات في المخصصات العائلية والمزايا الاجتماعية.
“فخ الخمول وآثار العودة إلى العمل
ومع ذلك، إذا قررت تلك الأم الحصول على وظيفة بدوام جزئي، فقد تختفي المزايا التي تتلقاها بينما تتحمل تكاليف إضافية مثل رعاية الأطفال والنقل.
والنتيجة هي أن العودة إلى العمل في بعض الحالات لا توفر أي فائدة مالية مباشرة، وهو ما يمكن تفسيره بالنظام البلجيكي الذي يوازن بين الدعم المباشر وغير المباشر.
وهذا الواقع يمكن أن يخلق ما يعرف بـ “فخ الخمول”، حيث تصبح الفجوة المالية بين العمل وغير العمل في حدها الأدنى، مما يمنع الناس من العودة إلى العمل أو البحث عن فرص جديدة.
ومن هذا المنطلق، يصعب على الناس اتخاذ القرار الصحيح للعمل في ظل العائد المالي الذي لا يختلف كثيراً عن الدعم الحكومي.
الحلول المقترحة
على الرغم من هذه الحالات الخاصة، يؤكد فيليب ديفيت أن الأعمال تظل أكثر ربحية في معظم الحالات.
هناك فجوة لا تقل عن 500 يورو بين دخل العامل وإعانات البطالة، ولكن هذه الفجوة تضيق في بعض الحالات، مثل العمل بدوام جزئي أو الأوضاع غير المستقرة، مما يجعل العودة إلى العمل غير جذابة في بعض الأحيان.
ولحل هذه الاختلافات، اقترح ديفيت عدة حلول، بما في ذلك إضفاء الطابع الفردي على حقوق الرعاية الاجتماعية لضمان عدم انخفاض فوائد أحد الزوجين إذا كان الآخر يعمل.
واقترح أيضًا زيادة الدعم للآباء الوحيدين، خاصة فيما يتعلق بتغطية تكاليف رعاية الأطفال، ودعا أيضًا إلى الحد الأدنى من العقود لضمان أجور لائقة، حتى بالنسبة للعمل بدوام جزئي.
وسيظل التحدي الكبير يتمثل في الحفاظ على ضمان اجتماعي قوي مع ضمان أن يكون العمل مجزيا من الناحية المالية.