بلجيكا 24- في اكتشاف علمي مهم، كشف فريق من المعهد الفلمنكي لأبحاث بيولوجيا السرطان (VIB Centrum voor Kankerbiologie) في لوفين عن سبب انتشار سرطان الرئة في كثير من الحالات.
وتسلط دراسة نشرت في مجلة نيتشر العلمية البريطانية الضوء على العلاقة بين هجرة السرطان إلى الرئتين ووجود حمض الأسبارتيك.
ومن الممكن أن يفتح هذا الاكتشاف آفاقًا جديدة في فهم كيفية انتشار السرطان وكيفية الاستجابة لهذا التحدي الطبي.
تشير الإحصائيات إلى أن أكثر من نصف مرضى السرطان النقيلي، وهو السرطان الذي انتشر من موقعه الأصلي إلى أجزاء أخرى من الجسم، لديهم نقائل منتشرة إلى الرئتين.
وقد أثار هذا الانتشار إلى الرئتين تساؤلات بين العلماء الذين يبحثون عن سبب كون الرئتين هدفًا رئيسيًا للخلايا السرطانية.
وكجزء من الدراسة، ركزت البروفيسورة سارة ماريا ويندت وفريقها على دراسة ترجمة الجينات، وهي العملية التي يتم خلالها استخدام الجينات لصنع البروتينات.
التغييرات في هذه العملية يمكن أن تساهم في نمو الخلايا السرطانية.
واكتشف العلماء أن البروتين eIF5A يلعب دورا مركزيا في هذه العملية، حيث يبدأ هذا البروتين في تنشيط هجرة السرطان، واكتشف الباحثون أن هناك شكلا معدلا من البروتين eIF5A في خلايا النقائل الرئوية.
يؤدي هذا الشكل المعدل من البروتين eIF5A، والذي يتم تنشيطه بواسطة حمض الأسبارتيك، إلى زيادة قدرة الخلايا السرطانية على الانتشار إلى الرئتين بشكل أسرع وأكثر قوة.
أجريت دراسة على الخلايا السرطانية في الرئة لدى الفئران والبشر، وأظهرت النتائج أن المستقبلات الموجودة على سطح الخلايا السرطانية في نقائل الرئة أظهرت نشاطا أعلى من الخلايا السليمة أو تلك الموجودة في الأعضاء الأخرى.
والخبر المطمئن من هذه الدراسة هو أن هناك بالفعل علاجات موجودة يمكنها استهداف هذه الآلية المكتشفة.
من خلال استهداف التفاعل بين حمض الأسبارتيك والبروتين المعدل eIF5A، قد تكون هناك فرص لتطوير علاجات فعالة لوقف انتشار سرطان الرئة.
وتؤكد البروفيسور سارة ماريا ويندت أن هذا الاكتشاف ليس مجرد خطوة علمية، بل خطوة نحو تطبيق سريري يمكن أن يساعد في علاج العديد من المرضى في المستقبل.
يعد هذا الاكتشاف خطوة مهمة إلى الأمام في أبحاث السرطان وقد يمثل بداية لفهم أعمق لكيفية مقاومة السرطان وانتشاره في الجسم.