الأسباب – شبكة أخبار بلجيكا 24

بلجيكا 24- تظهر آخر الإحصائيات التي جمعتها أكاديمية البحث والتعليم العالي (ARES) انخفاضا كبيرا في عدد الطلاب الذين يختارون مهنة التدريس في بلجيكا، وهو ما يمثل تحديا خطيرا في مواجهة النقص المستمر في المعلمين.

ويعكس هذا الانخفاض، الذي يصل إلى 18% هذا العام مقارنة بالعام الماضي، مشكلة أعمق في تدريب المعلمين في البلاد، لا سيما في قطاع التعليم الثانوي، مما يزيد من تعقيد الوضع في وقت تعاني فيه بلجيكا بالفعل من نقص في المعلمين المؤهلين. .

أسباب التراجع واتجاهات التوظيف:

ووفقا للأرقام، بلغ عدد الطلاب الذين بدأوا تدريب المعلمين أو مقدمي الرعاية في العام الدراسي الحالي 3562، بانخفاض 18٪ عن العام الماضي عندما كان هناك 4340.

وتبدو هذه الأرقام أسوأ عندما ننظر إلى القطاع المتخصص في تدريب المعلمين الذين سيعملون من الصف الخامس الابتدائي إلى الصف الثالث الثانوي، إذ تصل نسبة التراجع في هذا القطاع إلى 29%.

في العام الماضي، تمت زيادة فترة التدريب للحصول على شهادة التدريس من ثلاث سنوات إلى أربع سنوات، الأمر الذي كان له تأثير سلبي واضح، حيث سجلت الأكاديميات انخفاضًا بنسبة 22٪ في معدلات الالتحاق.

بشكل عام، يبدو أن عدد الوافدين الجدد إلى قطاعات التعليم في والونيا وبروكسل قد انخفض بنسبة 43٪ خلال العقد الماضي.

أثر عدم الرضا والضغوط المهنية:

يعد عدم الرضا عن مهنة التدريس أحد الأسباب الرئيسية لهذا التراجع، حيث يواجه العديد من المعلمين في بلجيكا ضغوطًا متزايدة على المستوى المهني.

وتتراوح هذه الضغوط من زيادة أعباء العمل، والتحديات السلوكية في الفصول الدراسية، ونقص الموارد.

بالإضافة إلى ذلك، يواجه المعلمون ظروفًا مالية غير جذابة مقارنة بالمهن الأخرى، مما يجعل الكثير من الأشخاص يترددون في اختيار هذه المهنة.

كما ساهمت تغييرات المناهج الدراسية وزيادة أعداد الفصول الدراسية وعدم الاستقرار في بعض جوانب سياسات التعليم في الشعور بعدم الرضا بين العاملين في هذا المجال. كل هذه العوامل تخلق جواً من عدم الاستقرار الذي يمكن أن يثني العديد من الطلاب عن اختيار مهنة التدريس.

التأثير على نظام التعليم:

يشكل هذا الانخفاض في عدد الطلاب الذين يختارون مهنة التدريس تهديدًا خطيرًا لنظام التعليم في بلجيكا.

وفي الوقت الذي تعاني فيه البلاد من نقص خطير في عدد المعلمين، يؤدي هذا الاتجاه إلى تعميق أزمة نقص القوى العاملة التعليمية.

وإذا استمر هذا الاتجاه، فقد نجد أنفسنا في المستقبل القريب أمام نقص خطير في المعلمين المؤهلين، مما سيؤثر بشكل مباشر على جودة التعليم في المدارس.

وتعتبر الحكومة الحالية، بقيادة حزب السيد-إنغاجيس، هذه المشكلة إحدى أولوياتها السياسية. ويعد تقليل النقص في المعلمين أحد الأهداف الرئيسية للحكومة التي تسعى إلى تنفيذ إصلاحات في مجال التعليم لتحسينه. الجاذبية المهنية لمهنة التدريس .

ومع ذلك، ومع تصاعد هذه التحديات، يبدو أن هذه الجهود ليست كافية لمعالجة الانخفاض الكبير في عدد المتقدمين للتدريب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top